24 Jul
24Jul

ما بين صخب الصباح وهدوء المساء..

أحتاج أحيانًا لفترات أختلي بها مع نفسي وفنجان قهوتي..

فترات هروب وانفصال عن كل ما يعكر صفو مزاجي..

فترات يقف فيها الوقت ساكنًًا..

ويصبح كل شيء في سبات عميق..

فترات استراحة للتسلح واستعادة قوتي من جديد..

لكي أستكمل خوض معركتي ضد هذه الحياة..

وبينما أنا في خلوتي مع نفسي..

ومع أول رشفة من فنجاني..

أخذني طعم القهوة في رحلة عبر الزمن..

إلى الماضي الجميل..

إلى تلك اللحظة بالتحديد..

التي رأيت فيها عينيك الفاتنتين لأول مرة..

كان ذلك في إحدى أمسيات الشتاء الباردة..

وكانت السماء تسقي الأرض بزخات من المطر..

وكنا قد تصادفنا أمام مدخل أحد المقاهي..

ومن باب الذوق جعلتك تدخلين قبلي..

فشكرتني مع ابتسامة خجولٍ مرسومة على وجهك الجميل..

لقد أعجبت كثيرًا بتلك الابتسامة المميزة..

بعدها دخلت واتجهت إلى الركن الذي أجلس فيه دائمًا ..

وضعت أشيائي وذهبت لأطلب قهوتي المعتادة..

مع كعكة التوت الأزرق المفضلة لدي..

وعندما عدت لمكاني..

لاحظت وجودك جالسة على الطاولة المقابلة لي..

تتصفحين إحدى المجلات وأمامك فنجان قهوة وكعكة جزر..

تناولت كتابي وأخذت أقرؤه..

ثم رفعت فنجاني لآخذ أول رشفة..

فاتجهت نظراتي نحوك دون أن أشعر..

فأذهلني منظر رائع وبديع..

كنتِ ترتشفين قهوتك وكان الفنجان يغطي نصف وجهك..

وعيناك البنيتان كانتا تلمعان كنجمتين براقتين..

وبين الحين والآخر يأخذني بصري إليك رغمًا عني.. 

أنتِ ترتشفين من فنجانك..

وأنا أرتشف من سحر عينيك..

سيظل ذلك المنظر محفورًا في ذاكرتي..

وسيظل مذاق القهوة الذي امتزج بجمال عينيك عالقًا في فمي..

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة